ليس فى الاسلام استخارة ولكن فى الاسلام توكل على الله تعالى و الاعتماد عليه .
الاستخارة من إفرازات الديانات الأرضية التى تقام بالافتراء على الله تعالى و رسوله ، باسنادها الى وحى مزعوم منسوب للنبى (الحديث النبوى ) أو الى الله تعالى ( الحديث القدسى ) ، أو الى مدعى الولاية كالصوفية الذين يزعمون أن العلم اللدنى يأتيهم من الله تعالى مباشرة الى اتلقلب بعد زوال الحجاب ، أوأنهم يخاطبون الله تعالى مباشرة أو يرونه فى المنام ،أو يخاطبون النبى محمدا عليه السلام أو يرونه فى المنام أو اليقظة .
وتتعدد لدى الصوفية مزاعم الوحى بالمنام و الهاتف و الفيض الالهى و الإشراق .. الى آخر تلك الخرافات.
ولكن ما يهمنا منها أنها أنتجت فى البيئة الشعبية امكانية التخاطب مع الله أو الاتصال به فى الأمور المهمة ، وذلك فيما يعرف بالاستخارة.
وسنكتب بحثا تاريخيا عن شيوع الاستخارة فى العصر المملوكى.
الذى يهمنا الآن أنه لا وجود للاستخارة فى الاسلام
يوجد فى الاسلام : التشاور وبحث الأمر ، ثم بعد الاطمئنان الى توفر كل وسائل نجاحة نعتمد على الله جل وعلا ونقوم بالتنفيذ ، وهذا ماكان يفعله خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، والله تعالى يقول له ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )( آل عمران 159 ).
المشورة تعنى تقليب الأمر من جميع جوانبه بحثا وتمحيصا واستماعا لكل الآراء ، ثم بعدها اتخاذ الرأى الصائب وتنفيذه متوكلا على ربك جل وعلا.
التوكل على الله تعالى يعنى أن تستعد بكل ما لديك من طاقة عقلية وعضلية لتادية العمل المطلوب ، من استشارة ودراسة جدوى ، و أخذ بكل الأسباب واضعا نصب عينيك أنك متوكل على الله جل وعلا معتمد عليه ، وبعد أن تؤدى العمل على أكمل وجه لا تقلق على النتيجة ـ فلك أجرك سواء فى الدنيا أو الآخرة أو هما معا.
هذا لأن الرزق أحدى الحتميات الأربع المقدرة سلفا ، وهى ( الميلاد و الموت و الرزق و المصائب ). ولذلك يقول تعالى ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) (الطلاق 2 ، 3 ) ، ويقول عن المصائب وهى من الحتميات المقدرة سلفا :( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) ( الحديد 22 : 23).