جرائم اليهود
ضد الشعب الفلسطيني في القرن العشرين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فهذا بحث موضوعه جرائم اليهود ضد الشعب الفلسطيني في القرن العشرين ، يتكون من مقدمات أربعة أتحدث فيها عن المقصود بالجريمة في البحث ، ثم أُعرِّف باليهود ، وبعد ذلك أبين شمول الجريمة وعمقها عندهم ثم أتحدث بإيجاز عن تاريخهم .
وبعد هذه المقدمات أتناول بالحديث الجذور الدينية للجريمة عند اليهود وتتمثل بالعنصرية وعقيدة أرض الميعاد وسياسة الأرض المحروقة في الحروب .
وبعدها أستعرض جرائمهم في المجالات المختلفة مرتبا إياها حسب مساسها بما سماه علماؤنا بالضروريات الخمس ، فابدأ بالجرائم المتعلقة بالدين فالنفس فالمال .
وأرجو أن أكون بهذا قد أسهمت في فضح اليهود وتعريتهم على المستويين العقدي الفكري والعملي الواقعي لينتبه الناس وخاصة المسلمون إلى خطرهم وجرائمهم في حق البشرية ، وليدركوا شدة الظلم الذي يقع من اليهود على إخوانهم المسلمين في الأرض المباركة فلسطين .
وسيكون اعتمادي في الحديث على نصوص التوراة في الجانب العقدي وعلى أقوال قادتهم في الجانب الفكري وعلى ممارساتهم وأفعالهم الإجرامية في الجانب العملي.
المقدمة الأولى : ما المقصود بالجريمة ؟
أعني بالجريمة في هذا البحث كل عمل يعود بالمفسدة على أي مصلحة من المصالح الخمسة وهي مصلحة الدين والنفس والعقل والنسل والمال .
وقد حافظت جميع الشرائع السماوية على هذه المصالح الضرورية (1) وشرعت من الأحكام مايحميها ويوجدها ويدفع عنها المفاسد .
المقدمة الثانية : من هم اليهود ؟
اليهودية تسمية نسبت إلى " يهوذا " السبط الرابع ليعقوب من زوجته " لائقة ".
واليهود : هم أتباع التوراة والتلمود سواء كانوا من نسل يعقوب عليه السلام ( بني اسرائيل) أو من الأمم الأخرى التي دخلت في اليهودية قديما وحديثا .
ويشكل اليهود غير الإسرائيليين (غير المنحدرين من نسل إسرائيل- يعقوب) نسبة 90% وينحدر معظمهم من أصل مغولي تتري اعتنقوا اليهودية في بلاد الخزر في القرون الوسطى بعد اعتناق ملكم هناك لها .
ومن بلاد الخزر انتشرت اليهودية في أوروبا الشـرقية ثم انتـقلت إلى أوروبا الغربية ومنها إلى أمريكا (2)
ومعظم يهود أمريكا وإسرائيل من هؤلاء وليس لهم نسب الى يعقوب أو أحد من أبنائه .
المقدمة الثالثة : شمول الجريمة وعمقها :
تشمل الجريمة عند اليهود الجانب العقائدي الفكري النظري السياسي والجانب الواقعي العملي الدموي المرعب .
وكل هذا مع سبق النوايا والتخطيط والبرمجة والإصرار على التنفيذ بابشع الصور وأسوأ الأشكال
وقد مارست الحركة الصهيونية الجريمة بمنظماتها وأجهزتها السرية الإرهابية منذ مطلع القرن العشرين إلى إعلان الدولة .
ومن أشهر المنظمات الارهابيه الهاجاناه والأرغون واشتيرن .
وقد ارتكبت هذه المنظمات من الجرائم والمجازر والأعمال الأرهابيه مايعجز القلم عن تسطيره بحيث استطاعت بأعمالها الوحشية إقامة دولة الظلم والعدوان بعد سلسلة من أعمال القتل والتهجير . ثم واصلت الدولة ـ بعد دخول أعضاء هذه المنظمات في أجهزتها وخاصة الجيش ـ إرهابا رسميا وغير رسمي ، علنيا وسريا غطى النصف الثاني من القرن العشرين وارتفعت وتيرته واشتدت وحشيته مع بداية القرن الواحد والعشرين .
وهذا الإرهاب مدعوم من القوى العالمية المعادية للإسلام وعلى رأسها بريطانيا في النصف الأول
من القرن العشرين والتي زرعت إسرائيل ومكنت لها في قلب الأمة العربية والإسلامية . وأمريكا في النصف الثاني من القرن العشرين والتي تقدم الدعم المادي والمعنوي والسياسي والعسكري دون حدود لإسرائيل.
والنفسية الإجرامية اليهودية هي التي حملت شاباً يهودياً يدعى " عامير " على اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين بدعوى أنه تنازل عن جزء من أرض إسرائيل وهي التي حملت الجزء الأكبر من المجتمع الإسرائيلي على اختيار مجرم الحرب ارائيل شارون لرئاسة الوزراء .
ولم يكن للاتفاقات الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي سميت باتفاقية أوسلو ومشروع الحكم الذاتي أي دور في تهدئة النفسية الإجرامية لدى اليهود ن بل ازداد شرهم واستطار خطرهم وزاد تقتيلهم للفلسطينيين واستيلاؤهم على أراضيهم .
ولا فرق لدى اليهود بين يمين ويسار وحمائم وصقور فالكل سواء يعمل بوحي من تعاليم التوراة والتلمود.
المقدمة الرابعة : تاريخ اليهود :
خرج إبراهيم عليه السلام بصحبة ابن أخيه لوط عليه السلام من العراق إلى فلسطين مرورا بحرّان في شمال الجزيرة الفراتيه ، وهذا الخروج هو الذي أشارت إليه الآية الكريمة : ( ونجيناه ولوطاً الى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) (3) .
ولد لإبراهيم إسحق الذي سكن فلسطين وإسماعيل الذي سكن مكة وولد لاسحق عيسى ويعقوب
وعاش يعقوب في فلسطين إلى أن غادرها إلى مصر ، وكان قد ولد له يوسف واخوته الأحد عشر
(12 سبطا ) ، استقر يوسف واخوته في مصر وتزاوجوا وتوالدوا وبعث الله لهم موسى وهارون عليهما السلام .
خرج موسى ببني إسرائيل من مصر إلى فلسطين ولكن وافته المنيه قبل وصولها ، فقاد يوشع بن نون بني إسرائيل ودخل بهم إلى فلسطين ، واستنادا إلى أخبار التوراة فقد خاض يوشع بالإسرائيليين حروبا دامية مع أهل البلاد الأصليين .