عرعرة قرية عربية تقع في منطقة وادي عارة التي تربط بين قيسارية والناصرة. حسب المكتب الإسرائيلي للاحصاء لنهاية عام 2005يبلغ عدد سكانها حوالي 15600 نسمة، جلهم من المسلمين وينحدر نصفهم من اصول مصرية قدمت إلى المنطقة في اثناء حملة محمد علي باشا إلى سوريا.
اسم القرية
سميت عرعرة بهذا الاسم للدلالة على موقعها العالي من جبل الخطاف التي تقع عليه ،حيث ورد الاسم في المصادر العربية مقترنا بالجبل .فقد ورد في رسالة بعثها القائد المسلم يزيد بن المهلب إلى والي العراق الحجاج بن يوسف يخبره بها ان الجيش الاسلامي اجبر العدو ان يهرب إلى عرعرة الجبل اي إلى اعلاه . وهناك من يقول ان الاسم قد اشتق من شجر العرعر الذي كان منتشر في المنطقة الا اننا لا نستطيع قبول هذا التفسير لان القرى العربية التي لها علاقة بشجر العرعر سميت باسم عرعر وليس عرعرة كما هو الحال في مدينة عرعر السعودية .
تاريخ القرية
القرية معروفة باهميتها الاستراتيجية والعسكرية منذ العهد الروماني وبنى الرومان على قمة جبلها قلاع رومانية لتامين الطريق الذي يربط بين المدينة الرومانية قيسارية وبين مناطق الجليل . وقد اكتشف بها العديد من الاثار الرومانية في عدد من الكهوف اثناء تعبيد بعض الطرق في سنوات السبعينات التي اثارت بعض التساؤلات حول الديانة التي كانت سائدة في عرعرة في الفترة الرومانية . من الممكن القول بانه استنادا للاثار وبالاعتماد على الجغرافي والمؤرخ العربي المسعودي فان سكان عرعرة حتى الفترة الصليبية كانوا ينتمون للديانة السامرية . في الفترة الصليبية تم ترميم القلاع الرومانية القديمة لصد الهجمات الاسلامية في منطقة وادي عارة . في عام 1265 للميلاد استولى على القرية الظاهر بيبرس الذي اقطع اراضي القرية بين اميرين اثنين من امراء الجيش المملوكي. ذكرت عائلات عرعرة في السجلات العثمانية في القرن السادس عشر وذالك لاول مرة . الا ان هذه العائلات قد غادرت القرية واستبدلت بعائلات اخرى منذ نهاية القرن الثامن عشر التي ما زالت موجودة حتى اليوم . كانت في بداية القرن التاسع عشر هجرة مصرية مكثفة إلى عرعرة نتيجة هروب الفلاحين من منطقة الدلتا المصرية من عبئ الضرائب التي فرضها محمد علي ونتيجة استقرار بعض الجنود المصريين بعرعرة بعد انتهاء الحكم المصري في سوريا .اشترك العديد من سكان القرية بالجيش العثماني في فترة الحرب العالمية الاولى وتم قطع العديد من غابات الاحراش الطبيعية التي كانت في ضمن اراضي القرية لاستغلالها لعمليات الحرب مما حول مناطق خضراء كثيرة إلى مناطق جرداء تبدو اثارها حتى يومنا هذا . اشترك العديد من سكان القرية في ثورة 1936 وكان لهم دورا كبيرا في معركة وادي عرعرة التي اندلعت بين الثوار العرب وبين الجيش البريطاني الذي قام باستدعاء العديد من الفرق العسكرية من اجل اخماد الثورة التي انتشرت بسرعة في منطقة جنين . كان في عرعرة عام 1948 مركز عسكري للجيش العراقي، وجود الجيش العراقي في عرعرة ادى إلى العديد من اللاجئين الفلسطينين ان يختاروا القرية كمكان امن من القوات الإسرائيلية . في عام 1949 تم تسليم القرية إلى منطقة نفوذ إسرائيل وفق اتفاقية رودوس بين المملكة الاردنية وبين إسرائيل .