الحياة - 05/05/08//
الشعر لا يطرق الباب
نهضت متأخراً، بعض الشيء من سريري، صباح هذا اليوم، ولكن الشعر لا يطرق الباب أو يستأذن وإنّما يقتحم، فيحتل مكانه في النفس، وليس الأوطان مثلما يفعل الغزاة، وهكذا كتبت اثنى عشر بيتاً، وعندما حضر الطبيب، بعد الفحص دار حديث حول المرأة ومتى يتطابق عقلها مع قلبها أو يفترقان، فأطلق الطبيب تشبيهات طبيب جرّاح، فقلت متبسّماً، اللهم إن صائم، ثم كان حصة الحديث الأبيات الثلاث الأخيرة في نفس القصيدة...
تضايق الغمام بالسماء فدمع المطر
وبسمّ الهباب إذ قرب الوطرُ
وحزنت ملائك بالسما ونجومٌ
وعوت ذئابٌ وفوقها نسر
واختلط المشهد بدنٍّ واحد
لدفلى يتقرر من طعمه المرُّ
كلٌّ على ظالّته وما كان رأى
يحيا من حيا فيها وآخر يندثرُ
على ما يريد الله ابتداءها
لكنْ العبد عبدٌ والحرّ حرٌّ
خواصُّ موروثة أبٌّ وجدُّ
وعلى ما هو قرينها وتُبدي وتسفر
والتضادُّ في الخلق سرّه من معدن
فمع الجمال والخيل ترى النبرُ
وحيث تكثر الحبارى بأرضٍ
تجده حائم فوقها الصقرُ
ألوانٌ هي الحياة وناموسها
الى جانب الشوك قد ترى الزهرُ
فإلى جانب ركرُّ الليوث بساحها
تجد منها الحضان يبدُّ له فرُّ
وبنات آوى تسترقُّ السمع محصنةً
لعل سهملُ يتيح على دجاجاته كرُّ
يصيد الخفّاش الهائمات بليله
ويستقبل القطا بأرضه القفرُ
ولو أمن شواطئها يحطّ وارداً
وينفنى به شعراء وشعرُ
تلاعب بالألفاظ طبيب غدوةُ
وكأن في نادينا المرأة تحضرُ
تقتحم الحياة عنوة ماردها
وحيثما أرادت لها جنح تطيرُ
يدخل نسيم المرأة الجيوب وإن
كبير صاحبه أو عدى عليه دهرُ
خارج الكبل لكلِّ ذي الألوان حضور
وداخله سورٌ وفي باطن ظلامٌ وسورُ
إلاّ ما يتسلل الينا خلسة
وفي السجن التسلّل نادرٌ وعسرُ
لكنّ الروح جوّالةُ بأمر ربّها
لها سوابق صقرٌ إذ تطيرُ
تهزأ بالحواجز وما حولها
وتواجه الكيــد بكيد ولو مكروا تمكرُ
ولو تضايق الحصان عنها يفرُّ
في 3/10/2006 الشعر النبطي
أوّل صلاةٍ على النبيّ
محرّر الأُمّة بخير الأخيارْ
ومنقذهم من ضعفهم بقوّتهم
فشُقَّ ايوان كسرى وغابت النار
باسم الله وهدي مبادئه العصما
واجهنا عصيّها والجمع ثار
يا راكب القضواء ادعو لنا ربّك
يذهبها عنّا ويرحم الكرّار
ظلمنا والظلم في الفرس سجيّة
يعضدهم أحفادُ قيصرَ هدّموا الدارْ
نلاقيهم لأنني وليخسأ الونى
وبانتصارنا ثارنا هو لنا الثار
شعب الحضارات معروفة مكارمه
ثابت عراق المجد لولا الجبل طار
يا ضيّ العين وعكال بالرأس
مالكْ بالقبائل شبيبه ومثيلِ
الدهر لو دَهر مكارٍ ودسّاس
ما يعفٍّ عن خصمه بخيلِ
الفعل والصبر بين ناسِ وناس
نعجز عدوّنا بالكرِّ والصولِ
سيفنا في الحرب ضرّابٍ ودوّاس
يجدع ركاب الكَوم وكت الصهيلِ
في 3/10/2006
ما قلت آهاً ولا أعرف الآهات
مشغول بذكرها ولا يوم أنساها
ما غابت كالنجم أحبتها الغيوم
بيتها بالسما وعند الخالق نباها
يا هواها أعذبُ من عذب الهوا
وإن ليس في الأرض بالسما ألقاها
ما انطفى يدلّني عليها ضياها
وعجز ما قدر ثقل الغيم غطّاها
أبْعَدَتْ رفيق الثريّا وبُعدها
أَدْحَلَتْ وغاب البُعدِ تفشّاها
ما ترى عيني وان تطافتْ يوم
ما أنحجبت عن قلبي دومٍ يراها
ريمٍ جفّلتها عنا كلاب الصيد
عنّزت، وأزبنت والطود مفلاها
أدمت سهام الموت منها كلاها
ولا أحد ضمّد جرحها وداواها
دوا قلبي لو عزّ عنُّه الدوا
تجبر ضلوعي آذاها الدهر ما لواها
شاها ركوض بأوّل السرب مخطاف
ما من شاةٍ بالسرب قد تعدّاها
النم على اختِهِ ما تعلّى
يطرد ظلام الليل مسراها
اعترضت قلبي وما تخاطاها
هي المنتهى وصنوه إذ بقاها