رام الله بمعنى (قضى الله أو أراد الله أو "جبل الله") هي مدينة مهمة في الضفة الغربية، تقع شمالي القدس وتبعد عنها 15 كم تقريبا، ويقدر عدد سكانها ب 118,000 نسمة. تحتل مركزا سياسيا يجعلها قرببة من العاصمة لوجود معظم مكاتب السلطة الوطنية الفلسطينية فيها بالاضافة إلى المقر الرئيسي للرئيس. ويوجد في المدينة المقر العام لجهاز الامن الفلسطيني في الضفة الغربية. كما تعتبر العاصمة الثقافية في فلسطين، لوجود عدد من المراكز الثقافية النشطة فيها.
تاريخ رام الله
في العصور الوسطى كانت رام الله خربة تتبع لأراضي قرية البيرة، حتى انتقال عائلة الحدادين الأردنية من الشوبك للسكن فيها أوائل القرن السادس عشر. في القرن العشرين خضعت رام الله للحكم الأردني بين عامي 1948 -عند بداية الحرب العربية الاسرائيلية- و1967 -حين وقوع حرب الستة ايام (النكسة)-. بعدها سقطت في يد إسرائيل لتظل تحت الاحتلال لمدة 27 سنة وتعاني من الاهمال الاسرائيلي لها كباقي المدن العربية الفلسطينية المحتلة. في 1994 تم نقل الحكم فيها للسلطة الوطنية الفلسطينية بموجب اتفاق اوسلو الموقع عام 1993،التي اعلن عنها انها ارض ألف؛ وهذه الارض تخضع لسيطرة شبه كاملة من السلطة الفلسطينية. اصبحت رام الله المقر المؤقت للسلطة الفلسطينية، وبسبب رفض إسرائيل ان يكون مقر السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية. المقرات في رام الله هذه الايام معطلة الا قليلا بسبب الدمار الكبير الذي الحقته آلة الحرب الاسرائيلية كجزء من الهجمات المستمرة على المدينة.
السكان والمعالم
يعد مسرح وسينماتك القصبة من المؤسسات الثقافية التي لها دور كبير في توعية النشىء الفلسطيني بقضايا شعبه. من أعمال المسرح انتاج العروض المسرحية واستضافة الأعمال الفنية العالمية، بالاضافة إلى عرض الأفلام الثقافية واقامة الندوات التعليمية التي تهتم بالفنون. كما ان مؤسسة سرية رام الله الاولى تهتم بالفنون والثقافة وتنمية القيم الوطنية عند أبناء الشعب الفلسطيني. ومن الملاحظ أن مستوى الحياة الإقتصادي لأهالي مدينة رام الله هو مستوى مرتفع بنسب كبيرة تفوق نظيراتها في محافظات فلسطين، ويمكن إرجاع السبب إلى عدة عوامل أهمها القوة الشرائية العالية والرفهية لأهالي مدينة رام الله وقراها الشرقية على حد سواء وخاصة عند ملاحظة أن معظم أفرادها مغتربين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنالك أمثلة صارخة للقرى الشرقية للمدينة التي حققت أعلى النسب في اغتراب أفرادها إلى الولايات المتحدة الأمريكية مثل قرى" سلواد، رمون، ديردبوان، عين يبرود، بيتين، المزرعة الشرقية، الطيبة". وكثيرا ما دعم الأهالي المغتربون ذويهم في الداخل،وطالماكان الأهالي المغتربين عمداء الإقتصاد الفلسطيني، فهنالك عائلات يتضح فيها هذا المقام، كعائلة"كحله"في رمون وأغلب أفرادها مغتربون في الولايات المتحدة الأمريكية ولهم حظ وافر من الثروة في الإقتصادين الأمريكي والفلسطيني على حد سواء، وعائلة" العواودة من ديردبوان، وعائلة" المصلح" من عين يبرود، و"حامد" من بيتين وغيرها من العائلات الكبيرة...
رام الله والإنتفاضة الثانية
شارع تجاري داخل رام اللهمنذ بداية الإنتفاضة الثانية للفلسطنين ضد الاحتلال الإسرائيلي واجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي مدن الضفة الغربية في خريف عام 2000، كانت مدينة رام الله من المدن الرئيسية في مواجهة العمليات الإسرائيلية بعد مدن جنين، نابلس، طولكرم، هذا وقد فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلية حظر التجول على المدينة، وخنقت سكنها وعزلتهم عن مدينة القدس حيث يقطن الكثير من أقربائهم.
و تعيش مدينة رام الله اليوم ظروف صعبة، بسبب الحصار الإسرائيلي ومصادرة الكثير من أراضيها من قبل الإحتلال بواسطة جدار الفصل العنصري.
ومع مرور سنوات عديدة على الانتفاضة الثانية, إلا أن مدينة رام الله وأهلها نجحوا في الحفاظ على نشاط اقتصادي عالي وثقافي مميز، مما جعل المدينة أفضل المدن الفلسطينية حالا في ظل الاحتلال.