يجيب د.حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله: لأصل في المسلم ألا يكون كثير اللعن والشتم. لما في الحديث: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان والفاحش ولا البذيء. أخرجه الترمذي.. وأما لعن الدنيا فالظاهر جوازه إذا قصد ما فيها مما يشغل عن طاعة الله. وتحرز اللاعن مما فيها مما يساعد علي الطاعة. وذلك لما في الحديث: الدنيا ملعونة معلون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما. رواه الترمذي وحسنه الألباني. وفي الحديث: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله تعالي. رواه الطبراني بإسناد لا بأس به كما قال المنذري وحسنه الألباني. وقد فسر المبارك فوري حديث الترمذي فذكر: أن المراد أن الدنيا معلونة أي مبغوضة من الله لكونها مبعدة عن الله ملعون ما فيها أي مما يشغل عن الله إلا ذكر الله وما والاه أي أحبه من أعمال البر.
ومن المعلوم أن حقارة الدنيا وشغلها عن الله سببه عدم العمل بأمر الله فيها. فمن عمل بأمر الله فيها كانت سببا لكسب الأجور والحسنات. ففي الحديث: "إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل. وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء". رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وهنا لابد أن يحترز الإنسان عن سب الدهر لأن الله نهي عن ذلك في الحديث القدسي "لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر". والله أعلم.