سم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله،نحمده،ونستعينه،ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،وسيئات أعمالنا،من يهد الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمد عبده رسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا،أما بعد:
طال الليل بدجاه،ملء الأفق بسحاب الطفاة،أسدل ستار الجهل والفساد،فحجبت شمس الضياء،جمرة تتوفد في الفؤاد،قلب مجروح مقيد بالأصفاد،رياح عصفت بالمأسيوالأحزان،والأخران وأمواج طغت على أناس ذاقو المرارة والحرمان.
رباه ماذا أسمع؟!...
صراخ الأطفال ووعيل النساء،صدى يرن من جرس التاريخ فلسطين تنادي...
فهل من يلبي النداء؟ القدس تدعونا...فهل من يجيب الدعاء؟...
رباه ماذا أرى؟!...
جثث تسبح في بحر الدماء،نفوس تقتل بلا رحمة ولا شفقة،تيتم الأطفال وترمل النساء،تهدم البيوت وتقطع الأشجار،تداس المصاحف وتضيع كرامة المسلمين هباء!!!
أفي عالم الحقيقة هذا المشهد الجسيم،أم أنه من الخيال البائس المميت؟
هل هذا هو الواقع الأليم.أم أنها أضغاث أحلام تعاقبت عبر السنين؟
أأصدق العين وما ترى.والقلب والعقل يا أبي مايرى؟كيف تقتل الرجال ونحن نملك القوة والسيف؟
كيف تبسى السناء وفينا العزة والشرف؟كيف.كيف تذبح الأطفال ودم يجري في عروقنا؟كيف يدخل اليهود أرضنا ونحن أخوة مسلمة؟كيف تحتل فلسطين وفينا الإصرار والعزم على نصرة الدين؟
لا...لا تقفوا صامدين مكتوفين في الأيدي...جاهدوا بالسيف والقلم،جاهدوا ولو بالقلب الثابت اليقين.
أبناء الأمة الإسلامية:
تألفوا ولا تفرقوا توحدوا ولا تختلفوا،اجعلوا راية الإسلام عالية ومنارة العز والكرامة شامخة،حتى تسطع شمس الضياء وتنقشع سحب الطفأة.لا تنسوا أن فلسطين عظو من الجسد الإسلامي فطالبوا بحقكم،برهنوا للأعداء بأنا المسلمين لا نأبى الذل والمهانة ولنا العزة والكرامة،لا نبالي بالموت وفينا تجري الدماء في سبيل الحق نموت لنحيا وقول الله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }.
(وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)