وصفته أنيك طونتي أول ممثلة لسويسرا في الأراضي الفلسطينية ما بين 1994و2001: شخص كاريزمي جدا، ودي جدا، مضيف جدا. كان يتمتع بلطف طبيعي لاستقبال الناس. لكن سرعان ما نكون انطباعا ثانيا عنه.
فعندما كنا نجلس معه بعض الوقت، مثلا أثناء موعد أو محادثات تستغرق ساعة، كنا نشعر أنه بعد فترة، لم يعد يسمعنا، لكنه هو، كان يواصل فكرته.وإذا ما ذهبنا لرؤيته لإبلاغه رسالة ما، كنا نخرج من مكتبه وكان هو الذي أبلغنا رسالته، هذا جزء من أهم الشهادات التي سجلت في تاريخ رئيسنا وقائدنا الكبير الراحل ياسر عرفات، تنطق بتاريخه الحافل، وبشخصه المميز.
انتباه و أدب الاستماع
وتضيف أنيك طونتي: من اللقاءات التي كانت في الأصل صعبة نوعا ما بالنسبة لي مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، كان ذهابي للحديث معه باسم سويسرا حول وضعية حقوق الإنسان، الخطاب الذي تعين علي إيصاله إليه كان قاسيا بما فيه الكفاية بالنسبة له. قابلته، واستمع إلي الجلسة بأكملها، مثل طفل كنت أعاقبه. وبما أن قامتنا متساوية تقريبا، كان لدي الانطباع أنه يسترق النظر إلي، كان يستمع إلي باهتمام مثلما يستمع الشخص لأمه، وعندما أنهيت حديثي، أخذني بين ذراعيه وقبلني وقال لي: "أختي، سبق لي وأن سمعت هذا، ولكنني لا أريد سماعه مرة ثانية، انتهى الأمر".
وأدركت أنه رغم الجهود التي بذلتها، استمع إليّ بأدب، لكنه لم يكن متشوقا لنوع الرسالة التي كنت أريد إبلاغها له. وقام بذلك مرة أخرى بلطفه المعتاد، عندما يطبطب على ظهر محاوريه ثم يقبلهم ويقول مثلا "شكرا أختي" وانتهى الأمر.
رجل المفاجآت
قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش"فاجأنا ياسر عرفات بأنه لم يفاجئنا.كأن تطابقا بين الشخص المريض والنص المريض قد حدد مسبقا صورة النهاية، لقد أعددنا ياسر عرفات، تدريجيا لوداعه المتواصل أكثر من مرة وعودنا على موت غير عادي وغير معلن، بغارة من طائرة حربية، أو بسقوط طائرة مدنية في صحراء لكنه والأقدار تضفي عليه سحر الأعجوبة، هو ياسر عرفات من استطاع أن يروض التناقض في المنافي وتحول بديناميكيته الخارقة وتماهيه الكامل بين الشخصي والعام وعبادة العمل من قائد إلى رمز شديد اللمعان.
زعيم تاريخي
ووصفت رئاسة الجمهورية المصرية عرفات بأنه زعيم تاريخي قاد شعبه بشجاعة وإقدام في كافة مراحل الكفاح الوطني مدافعا عن قيم العدالة والمساواة ومتمسكا بالثوابت القومية والدينية وساعيا نحو السلام والاستقرار.
وأضاف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى "الرئيس ياسر عرفات ظل على مدى عقود مكافحا صلبا ضد احتلال أرضه الفلسطينية ثم شريكا سياسيا محنكا في عملية السلام العربي الإسرائيلي الشامل".
وأضاف أن عرفات "مكافحا تجبرت عليه قوة الاحتلال العاتية لتنهي مشوار نضاله الزاخر مع الحياة على اثر ثلاثين شهرا من الأسر". ودعا موسى الشعب الفلسطيني إلى الحفاظ على وحدته بعد رحيل عرفات. وأكد "فداحة الخسارة المتمثلة في رحيل رمز فلسطين وقائد حركة كفاحها الوطني".
وقال موسى أن "عرفات كرس حياته لخدمة القضية العادلة للشعب الفلسطيني الباسل ولتحرير الأرض الفلسطينية المحتلة والعيش في امن وسلام في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
الإخلاص للقضية
وأكد الرئيس التونسي زين العابدين بن على "لمست منه على الدوام الثبات على المبدأ والإخلاص لقضية شعبه وحقوقه والحرص على تمتين وشائح الإخاء والمحبة بين الشعبين الشقيقين في تونس وفلسطين".
مضيفا بأنه" أخا عزيزا وزعيما فذا جمعتني به منذ سنوات طويلة أواصر متينة من الأخوة والمودة والتشاور المستمر لما فيه خير مصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق".
عرفات هو قائد كفاح الشعب الفلسطيني ورمزه الخالد بعد كفاح دام أكثر من نصف قرن حمل خلاله القائد العظيم الراحل ياسر عرفات قضية فلسطين وتمكن بكل حكمة وشجاعة من بعث الهوية الوطنية الفلسطينية من جديد والتي تعرضت إلى كارثة بعد النكبة.
الراحل العظيم تمكن من تحويل قضية شعبنا من قضية لاجئين إنسانية إلى قضية شعب تعرض للتهجير عبر المجازر والمذابح والى اغتصاب وتدمير وطنه فلسطين، فقد أسس وقاد أهم وابرز حركة تحرر في هذا العصر من خلال حركة فتح والثورة الفلسطينية التي قادها على مدار أربعة عقود فكرس حياته في سبيلها.
مقاتل من اجل الحرية
في حين وصف الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نلسون مانديلا الرئيس الراحل عرفات بأنه "كان أحد أبرز المقاتلين من أجل الحرية في هذا الجيل".
ووصف رئيس المفوضية الأفريقية ألفا عمر كوناري الرئيس الفلسطيني الراحل بأنه "بطل النضال من أجل فلسطين"، وفي كينيا أعرب الرئيس مواي كيباكي عن "حزنه"، وقال إن عرفات "لعب دورا مميزا عبر تشجيع عملية السلام في الشرق الأوسط".
هذا ووصفه الرئيس الفرنسي جاك شيراك: بأنه رجل يتحلى بالشجاعة والإيمان وانه جسد القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني من اجل إقامة الدولة الفلسطينية، لذا أتمنى أن يواصل المجتمع الدولي جهوده لضمان الخطة الدولية المعروفة بخارطة الطريق التي وافق عليها الراحل ياسر عرفات لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
لم تكن هذه الشهادات وحدها التي كرمت الرئيس الراحل الرمز والتاريخ الفلسطيني ياسر عرفات بل أضيفت إلي تاريخه العريق والمحفوف بالتكريمات والجوائز التي تؤكد دائما وأبدا انه رجل القضية الفلسطينية ورجل الثورة الذي رحل وترك بصماته لأبنائه الذين عاهدوه دائما وأبدا على المضي على قيمه ومبادئه لإحلال السلام العادل سلام الشجعان.
انين
القرضاوي : تدربت على يد ياسر عرفات
كشف الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي أنه تدرب عسكريًا في بداية الخمسينات على يد ياسر عرفات وذلك خلال حفل تابيني للرئيس الفلسطينيي الراحل مساء أمس في الدوحة بحضور محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال القرضاوي "اثناء ثورة القناة ضد الانكليز في مصر سنة 1951 كان هناك شاب فلسطيني متحمس اسمه ياسر يتولى تدريبنا على اطلاق النار".
واضاف "عرفت فيما بعد انه ياسر عرفات الذي كان يستعد للمعركة المقبلة". وتابع القرضاوي "اذكر انني تجادلت معه واشتكيته الى قائد المعسكر لانه رفع السلاح في وجه احد طلبة الازهر المتدربين". القرضاوي ترحم على عرفات وشدد على انه يعتبره مات شهيدا وان بني صهيون قد دسوا له السم".
قال عنه ناحوم غولدمان:
قال عنه ناحوم غولدمان، بعدما استمع إلى خطابه في الأمم المتحدة عام 1974: <<لقد هز ياسر عرفات في داخلي تاريخا من غياب الوعي، وجعلني أشعر بأنه ما زال ممكنا أن تلد أرض فلسطين الأنبياء>>. لكن حكام إسرائيل من مناحيم بيغن وإسحق شامير وبنيامين نتنياهو الى إيهود باراك وأرييل شارون أبوا كلهم إلا أن يحولوا هذا الرجل ثانية فدائيا يقاتل بالرصاص دفاعا عن شعبه. وهذا ما حصل في 28/9/2000 عندما اندلعت انتفاضة الأقصى، ولم يستطع أحد أن ينتزع البندقية من يده إلا الموت.
وقالها برجينيف : اذهبوا وتعلموا الفدائية من كوفية ياسر عرفات
رحمك الله يا معلمنا ..
رحمك الله ياقائدنا ..
رحمك الله يا قاهر اعداء المسلمين جميعا
رحمك الله يا ابا عمار