مهما قيـل في الراحل الكبيرالشهيد الخالد الرئيس ياسرعرفات فهـو ليس أكثر من مقاربة مع مجريات الوقائع العامه لمسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني التي تزعمها، حيث عظمة عرفات وكفاحـه المجيـد لازالت حتى الآن عصية على الإستقصاء وتحول دون تفاصيلها زحمة الأحداث وتسارع التطورات ويبدو أن الوقت لم يحن بعد لتأرخـة ذلك ، ورغـم هـذا فقد تفرد القائد أبوعماربكونه (رجـل المرحلـه) مرحلة المـد الثوري التي حولت اللاجئ الفلسطيني بفعل تلازم مسارشكلي النضال (الكفاح العسكري والعمل السياسي) إلى ثائر وصاحب قضية وطنيه وإنتزعت من الشرعيه الدوليه إقـراراوإعترافا بها ، كما وحظيت على تضامن الرأي العام العالمي وتأييده لعدالتها .لقد تعدى الختيار ياسـرعرفات (أبو عمار) برمزيته الحدود التنظيميه لزعامته لحركة التحريرالوطني الفلسطيني 'فتـح' كما تعدى بموقعه المتقدم في رئاسته لمنظمة التحرير الفلسطينيه ، ونجح بالتالي بنقل عملية الصراع ومواجهة العدو الإسرائيلي من الشتات إلى داخل الوطن المحتل ماأهله للفوز بثقـة أبناء الشعب الفلسطيني وليصبح معها أول رئيس لأول سلطة وطنية فلسطينيه منتخبة يعرفها الشعب الفلسطيني أثرنكبـة العام 1948 .عرفه المقربون ملتزما مع نفسه مؤمنا وحريصا بعيدا عن التزمت والشوفينيه ، لم يكن متعصبا إلا لفلسطين ومقدسـاتها ولشعبها من أهل الرباط ، وكذلك فقد كان منفتحـا على شتى الإتجاهات الفكريه والعقائدية والسياسيه ولطالما تغنى بديمقراطيه الشعب الفلسطيني و' ديمقراطية غابة البنادق في لبنان ' مع أنه صاحب منظومة خاصة بالمفاهيم الديمقراطيه ، كما ولايغيب عن البال شغفـه بالفلسطيني المناضل والإنسان وهو المتنقل على الدوام تلحظـه بهذا الموقع أو بذك المخيـم يشد ازر الجريح ويواسي الثكالى وزوجـة الشهيد ، يحنو على العجوز ويقبل الشبل ويداعب الطفلة من زهرات فلسطين..... الـخ .اليوم وفي الذكرى السنويه الثانيه لرحيلك ماأحوجنا لحكمتك ياسيدي فحالنا لاتسر البعيد فكيف القريب ؟ فما تبقى من الوحدة الوطنيه عنوان ، حتى العنوان بات مهـددا جراء إستمرار مشهـد الإنقسام السياسي والجغرافي مابين غـزة هاشـم والضفة الغربيه وقدسها السليبه ، وباتت منظمة التحرير الفلسطينيه ومؤسساتها أشـد عرضة للتفكك تتنازعها شهوة التفرد والنأي بقراراها السياسي بحلبة التفاوضي مع إسرائيل بوقت تستشري قدما في الإستيطان ، وحلم دولتنا العتيدة يضمحل بمضي الإحتلال بسياسة التهويد عموما وفي القدس خصوصا ، ليس هذا فحسب لابل وباتت وثيقة الوفاق الوطني وحوارات القاهرة بحاجة لشفيع ووسيـط ولتدخل عربي تارة ولنجدة من الجارة مصر تارة أخرى وربما أبعـد من ذلك أيضـا . ناهيك عما نعانيه نحـن أبناء منظمة التحرير في لبنان ومعنا كافة الأهل ، أهل اللجوء في مخيمات البؤس الذين سكنت قلوبهم قبل أن تستحوذ على عقولهم وكنت لنا جميعا ناصرا مابعده ناصر 'سوى الله' ماإستنجدنا وإلا وأنجدتنـا وما تضورنا إلا ومن فـم الطيرأسعفتنا وما جـارعلينا الجارقريبا كان أوبعيدا إلا أقمت الدنيا وما أقعدتها إلا بكف اليد عنا ، ماأختلفنا مرة وما إختلف الأشقاء الاخوة ' أخوة الفتح والعاصفة ' إلاوكان لوصايك كلمة الفصل والصلح والوئام وإصلاح ذات البين .
في الذكرى الـرابـعـة لـرحيلك
الـوفاء للشهـداء ولك سيدي (أبوعمار) ياسيـد الشهداء ، لعذابات أبناء الشعب الفلسطيني ، للأسرى والجرحى والمعوقيين ..الـخ يقتضي منا جميعا وفي المقدمة القيادات الأولى في رأس الهـرم وما دون ، العلوعلى الجـراح والتوقف عن الغلوبحب الذات ونـبـذ الخلافات والإخلاص في النوايا والتقدم لطاولة الحوارالفلسطيني – الفلسطيني المزمع إجراءه في القاهرة ' قاهرة العـدا' بمسؤولية وطنيه عاليه حيث بلغت نقاط الإجماع على ما تضمنته الورقة المصريه المقدمه للحوار أكثر بكثير من نقاط الإختلاف علما أن حصول المقاربات ليست مستحيله لابـل والوصول إلى قواسـم مشتركـه بات إستحقاقا ومطلبا شعبيا لكافة أبناء الشعب الفلسطيني المتطلعين للخلاص النهائي من حالة الإنقسام وتوحيد شطري الوطن وإحياء منظمة التحريرالفلسطينيه والإلتفاف حولها وتفعيل دورها وأدائها وبناء مؤسساتها وتعزيزالوحدة الوطنيه الفلسطينيه بإعتبارها صمام الأمان للمضي بنضالنا قـدمـا لإنتزاع حقوقنا المغتصبه وفي مقدمتها حقنا بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينيه السيدة المستقله وعاصمتها الـقـدس .