وداعا أبا عمار..وداعا سيدي القائد.. وداعا يا بطل الكلمة وبطل البندقية..وداعا يا رجل السلام ويا رجل السلاح...وداعا يا مفجر الثورة...وداعا يا مطلق أول طلقة...وداعا يا أسد الرجال..وداعا يا مغوار...وداعا أيها الختيار...
لقد رحلت سيدي دون وداع أحبائك ورفاقك وعشاقك...رحلت في زمن نحن أحوج ما يكون إلى قادة أمثالك..قادة يحافظون على المبدأ...قادة يقدمون أرواحهم فداء لمبدئهم وقضيتهم....قادة يقبعون السنين الطوال في غرفة واحدة شبيهة بالزنزانة حفاظا على تاريخهم وشعبهم وقضيتهم...قادة يرفضون عيش البذخ والترف ويرضون بالحياة الصعبة المهينة ولكن الشامخة من اجل الوطن والمقدسات...أين هم هؤلاء القادة بعدك سيدي...؟ هل يا ترى سنجد من يخلفك؟.. ويمشي على خطاك..ويحافظ على الثوابت الوطنية...ويحمل شعارك المشهور.. لا يكتمل حلمي إلا بك يا قدس..
آه سيدي الرئيس... كم اثر فينا رحيلك فلقد اعتصر القلب ألما... على سماع الأخبار اليومية عنك وعن صحتك...ولما جاء الخبر المشؤوم وقع علينا وقع الصاعقة...ولما شاهدنا نعشك على أكتاف أحبائك ورفاقك فاضت عليك الأعين بالأنهار..كما قال الشاعر....لما سكنت من التراب حديقة...فاضت عليك الأعين بالأنهار
فمهما بكينا واعتصرنا ألما عليك وعلى رحيلك لن نوفيك حقك سيدي...فلقد كنت للمريض بعد الله شافيا...وكنت لليتيم أبا...وكنت قدوة وقائدا
فلك المجد يركع أيها الفارس المغوار...يا رجل السياسة والفكر والنار...فاخلد أبا عمار ونم قرير العين مرتاح...واعلم انك علمت ودربت وتركت قادة عظام سيسيرون على دربك وعلى خطاك ونهجك ....وسيبقون محافظين على ثوابتك التي حافظت عليها دوما وقدمت روحك الطاهرة فداء لها....فإلى جنان الخلد أبا عمار...يا ابن القدس لن ننسى القدس ما حيينا وسنقدم أرواحنا رخيصة من اجلها كما قدمتها لها...ففلسطين تبكيك دما سيدي القائد...تبكي رجلا عظيما ثائرا مؤمنا متواضعا زعيما شجاعا بطلا قائدا فذا لا يخاف في الله لومة لائم..عينه نحو القدس تقول قريبا وقريبا جدا سيرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس .
فيا قدس لا تحزني...وانتظري قدوم القائد العظيم إليك...وسيدخلك وهو قائد للمسيرة وانْ كان نعشا فليكن فسيكتب التاريخ أن أبا عمار دخلك محررا بنعشه..
واعلم سيدي أن شعبك عظيم...فها هو يضمد جراحه...ليبحر بالسفينة على خطاك...فنم قرير العين سيدي مطمئنا علينا فنحن على خطاك سائرون ونحو القدس زاحفون شاء من شاء وأبى من أبى.
أرجو المعذرة سيدي القائد فهذه الكلمات خرجت مني هكذا لا شعوريا...والعين تنهمر عليك بالدمع..مع أني اعلم أنها لا توفيك حقك..ولكن هذا ما أفاض به القلب..وعبرت عنه المشاعر والأحاسيس المحبة لك ولشجاعتك.
فيا شعبي العظيم مصابكم اليم...بفقد القائد الأب الكبير..فكونوا على خطاه سائرون وعلى ثوابته محافظون.
ولك سيدي أقول هجروك وما ارتحلت...حاصروك وما ارتحلت...سجنوك وما ارتحلت...ورحلت وما ارتحلت لأنك دوما تقول......
أنا نبض’ الترابِ دمي فكيف أخون’ نبضَ دمي وارتحلْ
أنا جذرُ ُيرنِقُ عمقَ هذهِ الأرضَ منذ تكونَ الأزلْ
وكونَ لحمها لحمي فكيف أخونُ نبضَ دمي وارتحلْ