[:لم تشهد كرة القدم الإسبانية حالة مشابهة من الكساد منذ زمن طويل، فالاقتصاد الإسباني يدخل في ركود وقد ظهر ذلك حين أنفقت الأندية الإسبانية في سوق انتقالات اللاعبين بصيف 2008 مبالغ تقل بمقدار الثلث عما أنفقته عام 2007، والأهم من ذلك أن معظم الأندية في إسبانيا لا توجد لديها أي خطط أيضا لشراء لاعبين خلال سوق الانتقالات الشتوية في كانون الثاني/يناير المقبل.
بل ويمكن القول إن هذا الأمر يشمل جميع الأندية الإسبانية باستثناء واحد حيث يستعد بطل إسبانيا ريال مدريد لفرض سيطرته على سوق الانتقالات الشتوية على أمل إنعاش فريقه الذي يعاني من تعدد حالات الإصابة بين صفوفه وهبوط مستوى أدائه.
وتصدر ريال مدريد قائمة أكثر الأندية إنفاقا في أوروبا في كانون الثاني/يناير 2007 عندما ضم الأميركيين الجنوبيين الصاعدين مارسيلو وفيرناندو غاو وغونزالو هيغوين الذين اندمجوا تماما الآن مع ناديهم الإسباني بعد الصعوبات التي واجهوها في التأقلم خلال عامهم الأول بمدريد.
كما أن وفي صيف 2007، أنفق ريال مدريد مبالغ طائلة لشراء الهولنديين آريين روبين وويسلي شنايدر ورويستون درينثي إلى جانب الجناح البرتغالي بيبي. وفي كانون الثاني/يناير 2008، لم يدخل ريال مدريد سوق الانتقالات الشتوية, ربما لأنه كان متصدرا لترتيب الدوري الإسباني بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه.
أما في الصيف الماضي، فقد فشل رامون كالديرون رئيس مدريد في محاولاته المستميتة لضم الجناح البرتغالي كريستيانو رونالدو من ناديه الإنكليزي مانشستر يونايتد. وهو واجه انتقادات شديدة لفشله في ضم أي من نجوم العالم الكبار الحاليين لصفوف النادي, وكان اللاعب الوحيد الذي نجح كالديرون في ضمه في الصيف الماضي هو الهولندي رافاييل فان دير فارت الذي خفت نجمه الآن بعد بدايته القوية مع الفريق.
وأصبح التوتر واضحا على كالديرون بسبب احتمال منافسة رئيس ريال مدريد السابق فلورنتينو بيريز له في انتخابات رئاسة النادي عام 2010، خاصة مع وعود بيريز البراقة بإحضار عدد كبير من أبرز نجوم العالم إلى "برنابيو" معقل ريال مدريد تماما كما فعل من قبل عندما كان رئيسا للنادي فيما بين عامي 2000 و2006.
ويحتل ريال مدريد حاليا المركز الثالث مناصفة بترتيب الدوري الإسباني بفارق خمس نقاط خلف المتصدر برشلونة. كما يحتل المركز الثاني بالمجموعة الثامنة بدوري أبطال أوروبا بفارق أربع نقاط خلف المتصدر يوفنتوس الإيطالي.
ويواجه الألماني بيرند شوستر مدرب ريال مدريد تهديدا كبيرا بالإقالة، حيث أشارت وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن كالديرون يفكر في الاستعانة بواحد من الأربعة خواندي راموس وفيكتور فيرنانديز وروبرتو مانشيني وكارلو أنشيلوتي ليحل محل المدرب الألماني في منتصف الموسم.
وكل ما يهم كالديرون ومدير الكرة في ناديه بردراغ مياتوفيتش الآن هو إيجاد بديل للمهاجم الهولندي رود فان نيستلروي خلال كانون الثاني/يناير، وذلك بعد تأكد ابتعاد اللاعب الهولندي عن الملاعب لنهاية الموسم لإصابته بتمزق في أربطة الركبة.
وبابتعاد نيستلروي، انحصرت قائمة المهاجمين لدى شوستر حاليا في راؤول وهيغوين وغير المرغوب فيه خافيير سافيولا إلى جانب الصاعد ألفارو بوينو.
أما روبين، أحد ضحايا الإصابة أيضا، فهو حاليا الجناح الوحيد بصفوف ريال مدريد منذ انتقال البرازيلي روبينيو إلى نادي مانشستر سيتي الإنكليزي في آب/أغسطس الماضي بعدما ضاق بجنون كالديرون بكريستيانو رونالدو.
ووعد مياتوفيتش يوم الاثنين الماضي بصفقات جديدة لريال مدريد في كانون الثاني/يناير، مع منح شوستر في الوقت نفسه "تصويتا بالثقة".
وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية الرياضية أمس الجمعة أن ريال مدريد يتفاوض مع المهاجمين هيرنان كريسبو (إنتر ميلان) ودييغو ميليتو (جنوى) وماورو زاراتي (لاتسيو).
فيما أشارت صحيفة "آس" المنافسة إلى أن كريسبو ومهاجم نادي زينيت سان بيترسبورغ الروسي أندري أرشافين "هما المرشحان الأقوى" للانضمام إلى البطل الإسباني بعد أقل من شهرين.[/td][/tr][/table]