صالة، اول فنانة عربية تغني من قلب القدس
تسعى الفنانة اصالة من خلال وساطة تجريها منظمة
اليونسكو لتقف في قلب القدس "المكان الحلم" بالنسبة اليها ولكل الشعوب
العربية والاسلامية للغناء، حيث انها موعودة بالذهاب الى القدس نهاية
الشهر الاول من العام المقبل في حال توافرت الظروف النهائية من خلال
اليونسكو لتغني اغنيتها "يا قدس"، وفي حال تمت الموافقة ستكون اصالة اول
فنانة عربية تغني من قلب القدس.
وقد كانت الفنانة السورية وقفت رغم الطقس الممطر والعاصفة التي تجتاح دمشق
في قلعة دمشق، امام كاميرا زوجها المخرج الفلسطيني طارق العريان لتصوير
كليب اغنية "يا قدس" التي تعتبرها "تتقدم كل اغنياتها العاطفية التي
قدمتها"، هذا العمل الذي سيحمل مشاهد مصورة ما بين اماكن متفرقة بمدينة
دمشق ومدينة معلولا وسهل الزبداني.
وجاء تصوير اصالة لاول مشاهد من الكليب في الوقت الذي كانت فيه الغارات
الاسرائيلية تحصد مئات الشهداء الفلسطينيين في مجازر ترتكب في قطاع غزة،
ولم تأبه اصالة بقوة الرياح مؤكدة انها مستعدة ان تقف تحت المطر وتحارب
البرد القارص، وقالت: انا لست افضل من هؤلاء الاخوة الاشقاء في فلسطين
الذين يعيشون كل لحظة اقسى انواع القهر في ظروف غير انسانية.
وكانت كل اخبار اصالة الفنية تركزت منذ اكثر من شهر حول اغنية "يا قدس"
الملحمية، والتي اعتبرتها بمنزلة هدية متواضعة من دمشق الى عاصمة السلام
بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية للعام 2009.
"يا قدس" كانت قد سجلتها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهي من كلمات
نبيل طعيمة والحان خالد حيدر اعتبرتها اصالة "جذوة متوقدة من الحوار
الانساني والروحي، وتحمل بين ثنايا كلماتها والحانها ومعانيها مدلولات
تاريخية ودينية وحضارية"، فبنظر اصالة الاغنية ستترك اثرا نفسيا على
المجتمع الاسرائيلي والمجتمع الغربي لاعتبارها ان الموسيقى والكلمة لها
اثر اكبر من الدبابات، اصالة المستعدة دوما للمشاركة في دعم صمود سكان
القدس والوقوف الى جانب الاهالي في المدينة المقدسة قالت: ان اغني للقدس
فهي مهمة على الصعيدين الانساني والشخصي، وان اغني للقدس "المكان الحلم"
الذي احبه والمهم بالنسبة لنا كعرب والذي نتمنى زيارته والصلاة فيه، فأنا
اليوم اغني للحلم.
وفي حال توافرت الظروف النهائية من خلال منظمة اليونسكو لغناء اصالة،
ستكون اول فنانة عربية تغني من قلب القدس، حيث وقف العديد من الفنانين
العرب وغنوا في رام الله امثال عمر العبداللات وهاني شاكر وصابر الرباعي
الذي غنى من اريحا، ومدحت صالح الذي غنى من تل ابيب، لكن القدس بقيت بعيدة
المنال عن الاصوات العربية بعد ان غنتها ماجدة الرومي من بيروت عبر
الاقمار الاصطناعية في الصيف الماضي.
شاءت ظروفها ان يكون لوالدها
العديد من الاصدقاء الفلسطينيين
فالفنانة السورية شاءت ظروفها ان يكون لوالدها العديد من الاصدقاء
الفلسطينيين وكذلك كان لها هي صديقات اثناء الدراسة ومن ثم زواجها من
المخرج الفلسطيني طارق العريان، وتقول: نحن كمطربين لدينا رسالة انسانية
قادرة على الوصول الى كل مكان في العالم، خاصة اذا كانت رسالة صادقة،
واضافت: نحن نملك الاغاني الحماسية الوطنية التي تلهب مشاعر كل انسان
واغنية القدس بكلماتها اعتقد انها ستكون شرارة لانتفاضة فلسطينية ثالثة،
هذا اضافة لمشاركة زملائي الفنانين بما يملكون لانجاح فعالية القدس كعاصمة
للثقافة العربية، وقالت أصالة بأنها تتمنى أن تكون أول من يغني في مدينة
القدس الشريفة عقب تحريرها مباشرة.
يذكر أنه وما ان اعلن عن ان القدس عاصمة للثقافة حتى شرع أهل الفن
بالتغني. فكان الفنان الأردني عمر العبداللات أول من وعد بـ "أوبريت
القدس" كمفاجأة لعاصمة الثقافة الأوبريت ويلحنه العبداللات بنفسه ويوزعه
موسيقيا د.أيمن عبدالله، وكتب كلماته الشاعران السعودي صالح الشادي
والأردني ماجد زريقات. ومن المتوقع ان يشارك به الفنانون: محمد عبده
وعبدالله الرويشد وهاني شاكر وكاظم الساهر وعاصي الحلاني وماجد المهندس
وديانا حداد وراشد الماجد وحسين الجسمي واسماء المنور وديانا كرزون وسمية
وأحمد فتحي.
وكذلك ومع اقتراب القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 وكسرا للحصار
المفروض على غزة، قام الفنان المصري هاني شاكر في ثالث أيام عيد الأضحى
الفائت باهداء العاصمة أغنية "دمي فلسطيني" من كتابة الفلسطيني رامي
اليوسف. وأحيا شاكر ولأول مرة حفلا كبيرا داخل فلسطين المحتلة بدعوة من
وزارة السياحة.
وكان الفنان التونسي صابر الرباعي قد غنى العام الفائت في مدينة أريحا
بفلسطين شارك فيه ما يزيد على عشرة آلاف شخص ونظمتها شركة الهواتف الخلوية
الفلسطينية "جوال" احتفالا بتجاوز عدد مشتركيها المليون. العديد من العرب
غنوا عبر الأقمار الاصطناعية فهل تكون اصالة قائدة أول ثورة فنية عربية من
قلب القدس؟