أسرى النقب..عذابات مستمرة في فصل الصيف وحياة يتهددها الأفاعي وتسرب اشعاعات خطيرة
التاريخ: 2009-06-18 1929
طولكرم ـ وكالة قدس نت للأنباء
تتجدد صور معاناة الأسرى وتتفاقم عذاباتهم في الزنازين والمعتقلات الإسرائيلية وبخاصة داخل خيام سجن النقب مع حلول موسم فصل الصيف في مواجهة تحديات الصحراء القاحلة وقسوة الظروف المعيشية القاسية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر أدنى متطلبات الحياة الإنسانية والمتمثلة في الحرمان من أبسط الحقوق وهي توفير المياه والتي تعتبر شريان الحياة .
ورغم خطورة الظروف التي تواجه الأسرى والمعتقلين داخل سجن النقب الصحراوي خاصة في ظل فرض ادارة مصلحة السجون الإسرائيلية تشديدات أمنية صارمة استعرض الأسير المعتقل أبو جهاد من سكان الضفة الغربية عبر اتصال هاتفي مع وكالة قدس نت للأنباء الصعوبات والمخاطر التي يتعرض لها الأسرى في جميع الأقسام في تلك البقعة المسيجة بالشباك والسياج والمنثورة بالخيام البالية والبساط الرملي القاسي .
يقول الأسير المعتقل أبو جهاد " أن أكثر من 3000 أسير معتقل داخل النقب يعانون من الحرمان من المياه حيث تتعمد مصلحة السجون الإسرائيلية قطع المياه بشكل كبير ومستمر ولفترات طويلة تحت حجج أن المياه مكلفة ناهيك عن عدة أسباب تتذرع بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلى أن المياه من الضروريات التي يجب توافرها باستمرار لضرورات الشرب مبينا أنهم يواجهون صعوبة في الاستحمام واستخدامات المياه الأخرى .
وأشار الأسير أبو جهاد إلى أن أخطر ما يواجههم داخل سجن النقب انتشار الأفاعي والعرابيد السامة بشكل كبير مع ارتفاع درجات الحرارة دون مقدرتهم على مواجهتها إضافة إلى انتشار العقارب والتي تسببت في ايذاء العديد من الأسرى والمعتقلين حسب قوله قائلا " أن حياة خطيرة نواجهها تتهدد حياتنا . "
ولم تكن الأفاعي وحدها مصدرا وعنوانا للخطر المحدق الذي يواجه الأسرى حيث أكد الأسير المعتقل أبو جهاد أن انتشار حشرة البق بعدة أشكال وأنواع ساهم بشكل كبير في زيادة نسبة الأمراض الجلدية في المعتقل خاصة وأن هذه الحشرة تعمل على مص وسحب الدم من جسم الإنسان وتترك انتفاخا وبقعا في الجسد مشيرا الى وجود عدد من الحالات تعرضت للأذى من هذه الحشرة قبل عدة أيام حيث تحول جسدهم إلى حبيبات صغيرة آخذة بالتورم والانتفاخ منهم أسير من نابلس وآخر من الخليل مع التحفظ على أسمائهم خوفا من إلحاق السجانيين الضرر بهم .
وأشار الى انتشار القوارض والصراصير والذباب والذي يترك أعراضا وآثارا تحت الجلد حيث يعاني الأسرى في فصل الصيف بشكل كبير من حساسية الجلد والأورام وظهور الحب والاحمرار الجلدي دون وجود أي علاجات تخفف من معاناتهم وأوجاعهم .
وأوضح الأسير المعتقل أن الأسرى يعانون في الصيف من انتشار الروائح الكريهة والتي لا يمكن تحملها والمنبعثة من تكرار مياه المجاري القريبة من سجن النقب والتي تستخدم لري المناطق الزراعية في النقب . مؤكدا أن حياة الأسرى مهددة بالموت البطيء بفعل انبعاث اشعاعات نووية خطيرة وتسرب للأشعة الكيماوية جراء مفاعل ديمونة لافتا الى زيادة حالات الأمراض السرطانية بين صفوف الأسرى والمعتقلين .
وتطرق الأسير الى الحديث عن الخيام التالفة والمتهالكة منذ زمن والأعمدة والخشب الذي ينخره السوس والذي يحتاج إلى تغيير خاصة وأن جلد الخيام المتفسخ يزيد من حرارة المكان لأنها غير مبطنة مشيرا إلى أن الأسرى يعانون من حرمانهم من توفير المراوح والغير كافية في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تصل في بعض الأيام إلى 43 درجة مئوية خاصة وأن كل قسم يحتوي على 120 أسير .
وبين الأسير المعتقل خلال حديثه نيابة عن الأسرى والمعتقلين إلى أن من أصعب الأمور التي تواجههم خلال فترة العد وقت الظهيرة حيث تكون الشمس عاموديه وتتسبب في ضربات شمس للعديد من الأسرى والمعتقلين قائلا " بنوقف لأكثر من ربع ساعة ما في اشي يحمينا ...شبك مفتوح وحرارة عالية جدا . "
وفي ظل المعاناة الحقيقية والبعيدة عن أنظار العالم يناشد أسرى سجن النقب الاطلاع على أوضاعهم الآخذة بالتدهور والعمل على توفير أبسط المتطلبات الضرورية والحياتية وكما نصت المواثيق والأعراف الدولية وعدم التهاون بالصعوبات والمشاكل التي يعانونها وآخذها على محمل الجد من قبل صناع القرار الفلسطيني .
وطالب الأسرى ضرورة إنهاء ملف المعتقلين بالإفراج الفوري والعاجل عنهم مشيرين إلى أن قضية الأسرى تتطلب التحرك على المستويين الرسمي والشعبي وفضح الانتهاكات الإسرائيلية في المحافل والمباحثات الدولية داعين وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى عدم التهاون بقضية الأسرى والفلسطينيين الذين يعانون أوضاعا حرجة للغاية وطرح القضية بشكل مكثف للحديث عن الصعوبات والمشاكل والإجراءات التي يعاني منها الأسرى .